في خطوة أثارت تساؤلات عميقة حول توازن الخطاب الرسمي الليبي، أدلى موسى الكوني، عضو المجلس الرئاسي، بتصريحات خلال مؤتمر في واشنطن وصف فيها ليبيا بأنها “دولة محتلة”، مشيرًا بشكل خاص إلى الوجود الروسي على الأراضي الليبية. اللافت في هذه التصريحات هو التغاضي الواضح عن التواجد العسكري التركي، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول دوافع هذا التركيز الانتقائي.
تركيز مُحدد على الوجود الروسي
الكوني سلط الضوء على ما وصفه بالاحتلال الروسي، مستشهدًا بحادثة منعه من التحليق فوق قاعدة براك الجوية التي تسيطر عليها قوات روسية. هذا التركيز الأحادي على روسيا يتجاهل بشكل ملحوظ الوجود التركي العسكري في ليبيا، بما في ذلك القواعد والجنود، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التجاهل.
التصريحات أمام المبعوث الأمريكي نورلاند
جاءت هذه التصريحات في حضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، المعروف بمواقفه الداعية إلى خروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا. هذا السياق يضفي بُعدًا إضافيًا على تصريحات الكوني، حيث يمكن تفسيرها كمحاولة لمواءمة الخطاب مع التوجهات الأمريكية التي تركز بشكل خاص على النفوذ الروسي، مع التغاضي عن التواجد التركي.
ازدواجية المعايير والدلالات الاستراتيجية
تجاهل الكوني للوجود التركي يطرح تساؤلات حول معايير تقييمه للوجود الأجنبي في ليبيا. هل يعكس ذلك ميولاً سياسية معينة أو ضغوطًا خارجية؟ هذا النهج الانتقائي قد يُضعف من مصداقية الخطاب الرسمي الليبي ويؤثر على توازن العلاقات الدولية للبلاد.
مراقبون ومحللون اعتبروا تصريحات موسى الكوني في واشنطن تكشف عن نهج غير متوازن في التعامل مع ملف الوجود الأجنبي في ليبيا. هذا التركيز الانتقائي قد يحمل دلالات على توجهات سياسية معينة أو ضغوط تمارس من قبل أطراف دولية. من الأهمية بمكان أن يتبنى المسؤولون الليبيون خطابًا متوازنًا يعكس الواقع على الأرض ويخدم المصلحة الوطنية بعيدًا عن التأثيرات الخارجية.