تقرير خاص – البوصلة
في توقيت يتزامن مع تقارير صحفية دولية عن قرب إرسال واشنطن اول دفعة مهاجرين من ذوي السوابق الجنائية رُصدت طائرة شحن عسكرية أمريكية من طراز C-130 Hercules وهي تهبط في قاعدة مصراتة الجوية، دون إعلان مسبق، فيما لم يأتِ التوضيح الرسمي إلا بعد موجة تساؤلات مكثفة على وسائل الإعلام والمنصات الرقمية.
التوضيح الحكومي جاء لاحقًا ليؤكد أن الطائرة التي أثارت الجدل “كانت تقل وفدًا عسكريًا إيطاليًا في زيارة رسمية للتشاور”، لكن اللافت أن هذا النفي ترافق مع منشور لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة استخدم فيه أسلوبًا ساخرًا وغير مألوف في التخاطب الرسمي، حيث وصف من تداولوا خبر الطائرة بأنهم ضحايا “الذكاء الاصطناعي”، في نبرة استهزائية أثارت استغرابًا واسعًا حتى في الأوساط الدبلوماسية.
تزامن مربك وخطاب مضطرب
• هبوط طائرة شحن من طراز C-130 — ذات الاستخدامات العسكرية المتعددة — قبل أي إعلان رسمي، وورود تقارير بريطانية تتحدث عن نية واشنطن ترحيل مهاجرين أصحاب سوابق جنائية إلى ليبيا، كلها معطيات تضعف صدقية الرواية الرسمية، أو على الأقل، توحي بوجود ما هو غير مُعلن.
الدبيبة بين السخرية والرسائل المشوشة
أسلوب عبد الحميد الدبيبة في الرد لا يبدو متناغمًا مع حجم وخطورة الملف. فبينما كانت مؤسسات إعلامية دولية مثل The Times وThe Independent تنشر تفاصيل حول ترتيبات أمريكية لإرسال مهاجرين إلى ليبيا، اختار رئيس الحكومة الليبية التعامل بخفة واضحة مع موجة الجدل، وظهر منشوره وكأنه “رد على ميم ساخر” لا على وقائع حساسة تتعلق بالسيادة الوطنية.
فرضية مركّبة: الغطاء الإيطالي لتحرك أمريكي؟
توقيت زيارة الوفد العسكري الإيطالي، وهبوط الطائرة الأمريكية في قاعدة تقع تحت نفوذ أمني خاص، وعدم نشر صور الاستقبال أو أي بيان رسمي تقليدي، يفتح الباب أمام سيناريو معقول:
أن تكون زيارة الوفد الإيطالي غطاءً دبلوماسيًا لتحرك لوجستي أوسع، ربما بتنسيق أمريكي – أوروبي، في إطار ترتيبات غير معلنة لإدارة ملف المهاجرين.
خاتمة
في الوقت الذي تهبط فيه الشبح الأمريكية في مصراتة، يختار الدبيبة أن ينفي بعفوية ويُعلّق بسخرية، بينما الأسئلة الحقيقية تتراكم:
• لماذا لم يُعلن عن الزيارة قبل هبوط الطائرة؟
• وهل فعلاً كان الأمر مجرد وفد إيطالي؟
• وإن لم يكن كذلك، فمن كان على متن الـ C-130؟
• ولماذا هذا التوتر في الخطاب الحكومي مقابل صمت الأجهزة السيادية؟
“البوصلة” تتابع… والسماء ترصد