Categories

عـ.ـادل جمـ.ـــعة.. هل عـ.ـلـم أكثر ممـ.ـا ينبغي؟ وما المـ.ـصير بـ.ـعد الغـ.ـياب؟

تقرير | البوصلة

في قلب طرابلس، وعلى الطريق السريع، أو ربما أمام أحد المجمعات السكنية الراقية، دوّت طلقات نارية مزقت صمت النهار، مستهدفة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية عادل جمعة.

محاولة اغتيال وُصفت بالاحترافية، لكنها تركت خلفها ألغازًا أكثر من الإجابات: أين وقعت الجريمة بالضبط؟ ولماذا لم يشاهدها أحد؟ ولماذا لم توثقها أي كاميرات مراقبة؟ ولماذا لم تظهر السيارة المصابة بالرصاص إلا بعد أن بدأ البعض بالتشكيك في القصة؟

روايات متضاربة… وحقيقة ضائعة

الروايات الرسمية والمصادر الأمنية بدت متخبطة: هل وقع الحادث على الطريق السريع؟ أم بعد خروجه من مجمع “بالم هيلز”؟ ولماذا لم يظهر أي شهود عيان؟ أسئلة محيرة تحيط بالواقعة، وكأنها جريمة نفذتها مافيا محترفة، لا تترك خلفها أدلة واضحة.

ثم هناك تفصيلة أخرى مقلقة: لم يُصب أحد من مرافقيه، فقط هو… وبرصاصتين في الساقين تحديدًا! وهي طريقة مافيوية شهيرة تُعرف باسم “إرسال التحذير”، عندما لا يُراد قتل الضحية وإنما إيصال رسالة واضحة: لقد تجاوزت الحدود!

هل علم أكثر مما ينبغي؟

محاولة اغتيال جمعة لم تكن مجرد حادثة جنائية عادية، بل تبدو كرسالة دموية تحمل بصمات مافياوية، ربما تحذيرًا… أو تصفيةً لمن “تجاوز الخطوط الحمراء”.

فالرجل كان على اطلاع وثيق بكواليس حكومة عبد الحميد الدبيبة، تلك الحكومة التي كُشف في عام 2022 عن تورطها في اتفاقات سرية مع روسيا، تضمنت السماح باستخدام الأجواء الليبية لنقل معدات عسكرية إلى مالي.

الصحفي الاستقصائي خليل الحاسي، كان قد فجّر آنذاك مفاجأة مدوية، كاشفًا عن رحلات سرية استخدمتها موسكو عبر المجال الجوي الليبي لنقل معدات لقواتها المنتشرة في إفريقيا، وسط صمت مريب من حكومة الدبيبة. كان هذا الاكتشاف كفيلاً بإحداث زلزال سياسي، لكنه تم التعتيم عليه سريعًا.

زيارات دبلوماسية مريبة… هل هناك تهديدات؟

في خطوة أثارت الشكوك، زار السفير الأمريكي أسرة عادل جمعة في ليبيا، وهي زيارة نادرة في مثل هذه الظروف، ما دفع البعض للتساؤل: هل تلقت عائلته تهديدات؟

هل مُنعت من السفر؟

▪︎ لماذا لم يصدر أي تصريح رسمي عن سبب الزيارة؟

اللافت أن جمعة لم يتحدث حتى الآن، لا عبر الإعلام، ولا حتى برسالة صوتية بسيطة ليؤكد نجاته أو يوضح حقيقة ما حدث!

لماذا هذا الصمت؟ هل هو خوف؟ أم قيود مفروضة عليه؟

المتورطون… ولغز الهارب إلى تونس لم تمضِ ساعات على محاولة الاغتيال حتى ظهرت أولى الخيوط: المتهم الرئيسي في الجريمة هرب إلى تونس فور تنفيذها.

مصادر أمنية بدأت في ملاحقته دوليًا، وسط تساؤلات خطيرة:

من يقف وراءه؟ ومن يحميه؟ ولماذا لم تُنفَّذ الجريمة بطريقة أكثر إحكامًا، كما تفعل المجموعات المحترفة؟

هل طلب اللجوء السياسي إلى إيطاليا؟

مصادر غير مؤكدة أشارت إلى أن جمعة قد يكون تقدم بطلب لجوء سياسي إلى إيطاليا، ما يثير تساؤلات أكبر: هل يخشى على حياته؟

▪︎ هل قرر الخروج من المشهد بالكامل خوفًا من تصفيته؟

▪︎ هل إيطاليا تحديدًا لها علاقة بما يعرفه عن الصفقات السرية؟

روسيا، المافيا، والحكومة… مثلث خطر

ليبيا اليوم ليست سوى ساحة حرب خفية بين مصالح متضاربة: الروس يتمددون، الأتراك يناورون، الميليشيات تقاتل، وأمراء الحرب يعقدون الصفقات.

في قلب هذا كله، هل كان عادل جمعة يعرف ما لا يجب أن يعرفه؟إذا كان اغتياله قد فشل اليوم، فالسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل سينجو في المرة القادمة؟

    اترك تعليق

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني