Categories

زيارة رفيعة للقاهرة .. صدام حفتر يعزز تموضع القيادة العامة في معدلات الإقليم

القاهرة – تقرير خاص

استقبلت القاهرة، يوم الأحد الموافق 23 يونيو 2025، الفريق ركن صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية بالجيش الليبي، في زيارة رسمية وصفها مراقبون بـ”الرفيعة والاستراتيجية”، لما تحمله من دلالات عسكرية وسياسية على مستوى العلاقات الليبية – المصرية، وفي سياق التوازنات الإقليمية المتغيرة.

وجرت مراسم الاستقبال في مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع المصرية، حيث كان في مقدمة مستقبليه الفريق أحمد فتحي خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، إلى جانب عدد من كبار القادة العسكريين من الجانبين، في مشهد عبّر عن متانة العلاقات بين المؤسستين العسكريتين.

محور الزيارة: تعاون أمني وعسكري موسّع

وعقد الجانبان لقاءً موسّعًا بحثا خلاله ملفات التعاون العسكري والأمني، وسبل رفع مستوى التنسيق في مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، تأمين الحدود، والتصدي لعمليات التهريب عبر الصحراء، بالإضافة إلى ملفات التدريب والتأهيل وبناء القدرات العسكرية.

مصادر مطلعة أكدت أن اللقاءات شملت مناقشة إطلاق برامج تدريبية ثنائية تهدف إلى تطوير أداء الوحدات البرية، وتبادل الخبرات في مجالات التخطيط العملياتي والتكتيكي، في خطوة تؤشر إلى رفع مستوى الجاهزية لدى القوات الليبية، بدعم تقني وفني مصري.

توقيت محسوب وسياق إقليمي حساس

تأتي زيارة صدام حفتر في وقت تتسارع فيه التحركات الإقليمية والدولية المرتبطة بالملف الليبي، خصوصًا في ظل تزايد النقاشات حول توحيد المؤسسة العسكرية، والتجاذب بين العواصم الإقليمية الفاعلة في ليبيا.

ويرى محللون أن القاهرة تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تثبيت دورها كطرف إقليمي محوري في دعم الاستقرار الليبي، من بوابة التعاون مع الجيش، في مقابل تمدد قوى خارجية في مناطق الغرب الليبي.

وفي السياق ذاته، ربطت بعض الأوساط الدبلوماسية هذه الزيارة بجولات سابقة أجراها الفريق صدام حفتر إلى كل من أنقرة، روما، وواشنطن، ما يعكس انفتاحاً متعدد الاتجاهات، يهدف إلى تعزيز حضور المؤسسة العسكرية الليبية على المستوى الإقليمي والدولي.

الجيش الليبي… نحو تموضع استراتيجي جديد

تشير زيارة صدام حفتر إلى القاهرة إلى رغبة واضحة في ترسيخ موقع الجيش الليبي كركيزة أساسية في المشهد الوطني، سواء على مستوى الأمن الداخلي أو في إطار التوازنات الإقليمية.

ويلاحظ مراقبون أن الجيش الليبي، من خلال تحركاته الرسمية وتوسيع دائرة علاقاته، يسعى إلى استعادة التوازن في المعادلة الأمنية، وفرض نفسه كطرف قادر على إدارة المرحلة المقبلة بما يتماشى مع استحقاقات السيادة الوطنية، ومواجهة التحديات العابرة للحدود.

خاتمة :

تعكس زيارة الفريق ركن صدام حفتر إلى القاهرة عمق العلاقات الليبية–المصرية، وتؤكد على استمرار التنسيق العسكري بين البلدين في ملفات تعتبر مفصلية للأمن القومي المشترك. كما تمثّل هذه الزيارة خطوة متقدمة ضمن جهود بناء جيش محترف قادر على تثبيت الاستقرار في ليبيا، والانخراط بفعالية في منظومة الأمن الإقليمي

    اترك تعليق

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني