افتتح رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد عدداً من المشاريع الحيوية في مدينة درنة، شملت جسر وادي الناقة الحيوي، والمبنى الحديث لمديرية أمن درنة، ومسجد الصحابة بحضور رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، وأعضاء مجلسي النواب والدولة، ومدير عام صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا المهندس بلقاسم حفتر، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية.
وأكد حماد لأعضاء مجلسي النواب والدولة أن حل المشكل الليبي لابدّ أن يكون ليبياً ومن خلال أبناء الشعب نفسه، موضحا أن لقاء درنة الأخوي والابتعاد عن الخلافات، من شأنه أن يبعث برسائل قوية وواضحة للجميع، سواء في الداخل أو الخارج مفادها أن الشعب الليبي شعب واحد، لا تُفرّقه الخصومات والخلافات، والروابط التي تجمعه أكثر من التي تفرقه، واستدل حماد بالمصالحة الشاملة في مدينة مرزق والكفرة .
ودعا حماد كافة الليبيين إلى دعم هذه الجهود والخطوات الحقيقية، ومباركتها، وأن يعلموا يقيناً أن أيّة تحركات أخرى خارج نطاق هذا الحوار الليبي، لن تصب حتماً في مصلحة البلاد والعباد، وإنما سوف تزيد من الانقسام وتُهيّئ الفرص للطامعين في ليبيا وخيراتها، وتسهل لهم النيل من سيادتها، مشيرا إلى التجارب السابقة التي كانت برعاية البعثة الأممية للدعم في ليبيا، والتي تبين فشل جميع مخرجاتها وحوراتها السياسية .
وأكد رئيس الحكومة على ضرورة أن يقف جميع أبناء الشعب الليبي سداً منيعا أمام محاولات التفرقة والسيطرة عليه من خلال بث روح الشقاق والخلاف، مطالبا الجميع باتخاذ موقف صريح وواضح تجاه الممارسات الخاطئة، التي تُرتكب يوميا من حكومة تصريف الأعمال سواء على مستوى الاعتداء على حريات الناس وسلامتهم وتعريضهم للخطر، وبث الفتن والكراهية بين المدن والقبائل، وبشكل قد يؤدي إلى اشتعال فتيل الحروب والنزاعات المسلحة بينها، أو على مستوى اغتصاب السلطة والإمعان في إهدار مقدرات البلاد والعبث بها وإفساد الشأن العام بكل المقاييس، مشيرا إلى ضرورة إيضاح هذا الواقع لكل الجهات الدولية والإقليمية، لتتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الحكومة فاقدة الشرعية.
وأكد حماد أن الجميع يحدوهم الأمل بعد مرور سنة وثلاثة أشهر على الكارثة التي ألمّت بدرنة وبعض المدن الأخرى، بانطلاق الحل النهائي لمشكلة الانقسام السياسي وكافة مشاكل الدولة من درنة.
وأشاد حماد بتوجيهات القيادات التشريعية والعسكرية، والمتمثلة في رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح والقائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة بلقاسم حفتر، وحرصهم التام الذي كان أقوى دافع لتقديم الأفضل للمناطق المتضررة، من خلال المتابعة المباشرة والدقيقة لكل ما يتم إنجازه، والزيارات الميدانية المتكررة وإطلاعهم على سير العمل، وتقديم الدعم المادي والمعنوي.
وأشاد حماد بافتتاح المشاريع الجديدة ونسب الإنجاز العالية على أرض الواقع، وما وصلت إليه مراحل إعادة الإعمار، وتحسن أوضاع الأهالي، معربا عن شكره لمدير عام صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا وكل فريق العمل المصاحب له، على ما يبذلونه من جهود واضحة للجميع، للوصول إلى كافة الأهداف.