Categories

الرئاسي : صورة من الرجل المريض فى ادارة الملفات .. كشف حساب

كما وُصفت الدولة العثمانية يومًا ما بأنها “الرجل المريض”، في إشارة إلى حالة الوهن السياسي والتدهور الإداري الذي أحاط بها في أواخر أيامها، بات المجلس الرئاسي الليبي يجسد هذا الوصف اليوم، بعد أن أصبح عاجزًا عن أداء دوره المحوري في تحقيق المصالحة الوطنية. وبين قرارات مرتجلة، وتعيينات غامضة، واستحداث كيانات بلا جدوى، يغرق المجلس في متاهة من الفشل والتخبط، ليعكس صورة مؤسسة تتآكل من الداخل، وتخسر ثقة الشعب يومًا بعد يوم

تعثر ملف المصالحة الوطنية: صورة من صور “الرجل المريض”

رغم أن تحقيق المصالحة الوطنية كان من صميم اختصاص المجلس الرئاسي وفق اتفاق جنيف، إلا أن هذا الملف تحول إلى أحد أبرز مؤشرات فشله. غياب أي خطوات ملموسة لتفعيل لجنة المصالحة الوطنية، وعدم تسمية أعضائها حتى الآن، يعكس افتقاد المجلس للرؤية والإرادة السياسية.

فشل مؤتمر سرت للمصالحة

كان من المقرر عقد مؤتمر سرت للمصالحة الوطنية في 28 أبريل 2024، إلا أن المؤتمر تعثر وفشل في الانعقاد بسبب تصاعد الأزمات وانسحاب عدد من الأطراف. 

محاولة تحميل البرلمان المسؤولية

في خطوة بدت وكأنها محاولة للتهرب من المسؤولية، وجه رئيس المجلس، محمد المنفي، رسالة إلى البرلمان في فبراير 2024 يطالبه فيها بإقرار قانون المصالحة الوطنية، لكن الرسالة قوبلت بانتقادات واسعة، واعتُبرت دليلًا على فشل الرئاسي في تحمل مسؤولياته الأساسية.

تعيينات غامضة ومستشارون في الظل

كما لو أن حالة “الرجل المريض” تستكمل بفوضى داخلية، أثار المجلس الرئاسي جدلًا واسعًا بسبب تعيينه عشرات المستشارين والموظفين دون وضوح لمهامهم أو مؤهلاتهم.

حادثة المستشارة الملثمة

في واحدة من أكثر الوقائع غرابة، ظهرت في إحدى الرحلات الخارجية مستشارة لدى الرئاسى متشحة بالسواد وقد اخفت ملامحها بالكامل !، مما أثار تساؤلات حول طبيعة تلك الشخصيات ودورها الحقيقي داخل المجلس. هذه الحادثة أصبحت رمزًا لحالة الغموض التي تحيط بعمل المجلس وتعييناته.

ما هو دور سامي المنفي؟ وما علاقته بالمجلس؟

من بين الأسئلة التي تتردد في الأوساط الليبية: ما الدور الذي يلعبه سامي المنفي، شقيق رئيس المجلس محمد المنفي؟ تشير تقارير إلى أن سامي قد يكون له تأثير على بعض القرارات التي تصدر عن المجلس، سواء عبر علاقاته الشخصية أو من خلال نفوذه العائلي. ورغم غياب الشفافية، تبقى هذه التساؤلات معلقة دون إجابات واضحة.

زياد دغيم: رجل بأدوار متعددة

من بين أبرز الشخصيات المثيرة للجدل داخل المجلس الرئاسي، يأتي زياد دغيم، الذي يجمع بين عدة أدوار ومسؤوليات. فدغيم ليس فقط مستشارًا لرئيس المجلس الرئاسي، بل هو أيضًا عضو برلمان سابق وسفير ليبيا في هولندا.

تأثيره على قرارات المجلس

ارتبط اسم دغيم بعدة قرارات مثيرة، أبرزها استحداث كيان جديد باسم “مفوضية الاستفتاء”، وهو كيان يُنظر إليه على أنه تجاوز لصلاحيات المجلس وانحراف عن أولوياته. هذه الأدوار المتعددة التي يؤديها دغيم تعزز التساؤلات حول تضارب المصالح داخل المجلس، ومدى تأثيره على صياغة سياساته.

محاولة غريبة: مبايعة بديلة عن العمل الحقيقي

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، قام المجلس الرئاسي مؤخرًا بجمع مجموعة من الأعيان والحكماء ومؤسسات المجتمع المدني، كما وُصفوا، لعقد لقاء أشبه بمبايعة لرئيس المجلس.

ما علاقة ذلك بالمصالحة الوطنية؟

خلال اللقاء، شدد المجتمعون على “دور المجلس الرئاسي في تحقيق المصالحة الوطنية”، رغم أنه لم يحقق أي تقدم ملموس في هذا الملف. والأدهى أن هؤلاء دعوا إلى ضرورة احتفاظ رئيس المجلس بصفة القائد الأعلى، في خطوة تثير تساؤلات حول علاقتها بالمصالحة الوطنية، وهل هي محاولة لإضفاء الشرعية على أداء المجلس المتعثر؟

البذخ المالي والإداري: الوجه الآخر للرجل المريض

في الوقت الذي تواجه فيه ليبيا أزمات اقتصادية خانقة، أظهرت التقارير أن المجلس الرئاسي أنفق ملايين الدولارات على رحلات خارجية بلا نتائج ملموسة. بينما يعاني المواطنون من تردي الأوضاع المعيشية، بدا المجلس وكأنه كيان منفصل عن الواقع، غارق في بذخه الخاص.

حياد المجلس عن اختصاصاته

بدلًا من التركيز على الملفات المصيرية، اختار المجلس الرئاسي الانخراط في قضايا خارج إطار اختصاصاته، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي. هذه التجاوزات جعلت المجلس يبدو وكأنه جزء من المشكلة بدلًا من أن يكون جزءًا من الحل.

عدم التناغم بين أعضاء المجلس الرئاسي

من بين العوامل التي ساهمت في تعثر أداء المجلس الرئاسي، غياب التناغم والتنسيق بين أعضائه: محمد المنفي، موسى الكوني، وعبد الله اللافي. هذا التباين في الرؤى والمواقف أدى إلى تخبط في اتخاذ القرارات، مما انعكس سلبًا على فعالية المجلس في معالجة القضايا الوطنية الملحة. على سبيل المثال، في نوفمبر 2024، اتخذ رئيس المجلس، محمد المنفي، قرارًا بدون التشاور المسبق مع نائبيه، مما أثار استياءً داخليًا وأدى إلى تأخير في تنفيذ بعض السياسات الحيوية.

الانحياز الإقليمي وإحراج الدولة الليبية

في إطار التحركات الإقليمية، شارك رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، في اجتماع ثلاثي مع الرئيسين الجزائري والتونسي في تونس، مما أثار تساؤلات حول نية تشكيل تكتل مغاربي يستثني المغرب وموريتانيا. هذا التحرك أثار انتقادات واعتُبر انحيازًا للجزائر ضد المغرب، مما أدى إلى إحراج الدولة الليبية

  • عبدالله الجراري
    2025-01-04 at 7:32 م

    جهل الشعب وخنوعه وعدم معرفتة لحقوقه وواجباته تجاه نفسه و تجاه الوطن ووجود كثيرا من المتملقين والمتسلقين والنفعيين والايديولوجيات الدخيلة والعمالة وخاصة لتركيا التى تحتل جزء من
    ارضنا وعدم وجود رجال دولة وطنيين لا ينتظرون املائات وتدخلات من الخارج اما كل ذلك المثالب عن تصل ليبيا الى بر الامان في المنظور القريب ما لم يخرج الشعب ويسكن الشوارع والميادين والمطالبة بتغيير هذا الواقع المرير والوضع الردئ

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني