اعتبر “المجلس الأطلسي” تفكيك ليبيا لبرنامجها النووي عام 2003 نموذجًا ناجحًا يُمكن أن يُستفاد منه في الجهود الأمريكية الرامية لاحتواء الطموحات النووية الإيرانية.
وأشار المجلس في تقرير إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وجّه في عام 2001 تهديدًا واضحًا إلى الزعيم الليبي معمر القذافي، مفاده: “إما أن تتخلصوا من أسلحة الدمار الشامل، أو ستقوم الولايات المتحدة بتدميرها دون مناقشة”. وقد جاء هذا التصعيد في سياق مرحلة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث كانت واشنطن تسعى لإعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط.
تحت وطأة العقوبات والعزلة الدولية، وتزامنًا مع الغزو الأمريكي للعراق، اختار القذافي المسار الدبلوماسي، وأعلن في ديسمبر 2003 تخلي ليبيا عن برنامجها النووي، وهو ما اعتبر حينها انتصارًا للنهج الأمريكي في نزع السلاح عبر الضغط والتهديد.
ويضيف التقرير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب حاولت الاستفادة من “النموذج الليبي” في مفاوضاتها مع إيران، مستندة إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين، أبرزهم السيناتور توم كوتون، الذي قال إن “صفقة شبيهة بتلك التي تمّت مع ليبيا ستكون النموذج المفضّل مع إيران”.
كما عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعمه لهذا التوجّه، معتبرًا أن نزع سلاح إيران بالكامل – دبلوماسيًا كما حدث مع ليبيا – سيكون “أمرًا جيدًا”.
ويخلص المجلس الأطلسي إلى أن فهم الظروف التي دفعت ليبيا للتخلي عن برنامجها النووي، يمكن أن يقدم دروسًا مهمة للمفاوضين الأمريكيين في سعيهم لاحتواء الطموح النووي الإيراني، في ظل واقع جيوسياسي لا يزال يعاني من التوتر وعدم الاستقرار.
