عاد شبح الحرائق الغامضة ليطل من جديد على مدينة الأصابعة، الواقعة جنوب غرب العاصمة طرابلس، بعد أن طالت سلسلة جديدة من الحرائق عشرات المنازل خلال اليومين الماضيين، مما أحدث حالة من الذعر والغموض بين سكان المدينة. ورغم محاولات عديدة للسيطرة على الوضع، لا تزال هذه الحرائق تثير التساؤلات، وتظل أسبابها مجهولة حتى الآن.
وفي هذا السياق، أعلنت بلدية الأصابعة عن اندلاع حرائق في 27 منزلاً خلال يومي الجمعة والسبت، من بينها 10 منازل تعرضت للحريق لأول مرة، ورغم جهود فرق الإطفاء، لا يزال من غير الممكن تحديد السبب الرئيسي وراء اندلاع هذه الحرائق، التي تشكل لغزًا يحيّر الجميع منذ بداية هذه الظاهرة في فبراير الماضي.
ووفقًا لشهادات من داخل المدينة، أكد سكان أصابعهم أن الحرائق اندلعت في منازل متفرقة دون وجود أي عوامل واضحة تفسر ذلك، مثل التماس كهربائي أو عوامل بيئية معروفة قد تكون وراء اشتعال النيران. تكررت هذه الحوادث في مناطق مختلفة من المدينة، مما يزيد من حالة القلق لدى السكان المحليين.
يُذكر أن الحرائق بدأت منذ فبراير الماضي، وأثارت في البداية بعض التساؤلات بشأن أسبابها. ورغم تراجع وتيرتها في شهر مارس، إلا أنها عادت لتتصاعد بشكل مفاجئ في اليومين الماضيين. وقد تسببت النيران في تدمير أكثر من 100 منزل، ما أدى إلى تهجير العديد من العائلات التي وجدت نفسها بلا مأوى في ظل غياب تام للحلول.
على الصعيد المحلي، يعيش الشارع في حالة من الاستفهام والبحث عن تفسيرات لهذه الظاهرة. وفي حين أن بعض الأهالي يعتقدون بوجود تأثيرات غير تقليدية، مثل “الجن”، فقد استبعد خبراء الفريق الأوروبي المعني بالتحقيقات، وجود أي علاقة بين الحرائق وعوامل مثل التلوث البيئي أو الغازات السامة أو المواد الكيميائية، وذلك بعد إجراء تحقيقات مكثفة في هذا الصدد.
وفي تطور لاحق، أعلنت فرق الإطفاء المحلية عن السيطرة على بعض الحرائق التي نشبت في الأيام الأخيرة، لكنها لا تزال عاجزة عن تحديد سبب محدد يفسر الظاهرة المتكررة، مما يضع المزيد من الضغط على السلطات المحلية والفرق الفنية لإيجاد تفسير علمي ومقنع لهذه الأحداث الغامضة.