تواصل الأمم المتحدة تكثيف جهودها لدفع العملية السياسية في ليبيا نحو تحقيق الاستقرار والسلام الدائم، في ظل التعقيدات الراهنة في المشهد الليبي وتشابك المصالح الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، قادت الممثلة الخاصة للأمين العام، هانا تيته، سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين بارزين في محاولة للحصول على دعم أوسع للمسار السياسي وكسر حالة الجمود.
لقاءات عربية
خلال زيارتها إلى القاهرة، التقت تيته بالأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، حيث ناقشا أهمية الإسراع في تنظيم انتخابات عامة كحل رئيسي للأزمة، وأكدت تيته على ضرورة دعم الجامعة للمساعي الأممية، بينما شدد أبو الغيط على التزام الجامعة بتعزيز العملية السياسية ونجاح المسار الانتخابي.
كما التقت بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أكد التزام مصر باستمرار جهودها في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، مشيرًا إلى أهمية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، بالإضافة إلى ضرورة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة.
وفي الجزائر، عقدت تيته اجتماعًا مع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، حيث ناقشا القضايا المتعلقة بالتغيرات الإقليمية وأثرها على ليبيا. كما دعا الوزير الجزائري إلى استمرار إشراك الفاعلين الدوليين والإقليميين للوصول إلى توافق من شأنه إنهاء الجمود السياسي في ليبيا.
وفي ذات السياق، التقت تيته بالسفير التونسي لدى ليبيا، الأسعد العجيلي، حيث تم بحث دور دول الجوار في دعم جهود الأمم المتحدة.
وأكد العجيلي أن استقرار ليبيا يعد أمرًا حيويًا للمنطقة، مما يستدعي التعاون الوثيق بين كافة الأطراف لضمان عملية سياسية شاملة يقودها الليبيون أنفسهم.
دعم أوروبي
عقدت تيته أيضًا جلسة حوارية مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاند، حيث أكدا دعمهما المستمر للجهود الأممية.
وتم خلال اللقاء مناقشة آخر مستجدات العملية السياسية والتحديات التي تواجه تحقيق الاستقرار الدائم.
ورغم استمرار هذه اللقاءات والتحركات الدبلوماسية، يبقى السؤال الأبرز: هل ستؤدي هذه الجهود إلى حل فعلي للأزمة، أم أن الصراع الليبي سيظل محكومًا بالتجاذبات الإقليمية والدولية؟