منذ اندلاع الحرائق الغامضة في مدينة الأصابعة، والأنظار تتجه نحو الأسباب التي قد تكمن وراء هذه الظاهرة الغريبة.
واندلعت سلسلة من الحرائق في المدينة منذ 19 فبراير الماضي أسفرت عن تدمير أكثر من 150 منزلًا دون أن تُسجل أي حالات وفاة، ورغم ذلك، لا يزال الغموض يحيط بهذه الحرائق، ما أثار العديد من التساؤلات.
“غياب حكومي”
في حين أعلنت سلطات المدينة عن استقرار الأوضاع، فإن غياب الحكومة الفعلي عن معالجة الوضع وعدم قيام رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، بزيارة المدينة، والاكتفاء فقط بالتصريحات الإعلامية، مما يعزز من شعور السكان بالتجاهل، هذا الغياب الحكومي يثير العديد من التساؤلات حول دور الحكومة في التعامل مع الأزمات.
وفي الوقت الذي فسر فيه العديد من الأهالي هذه الحرائق بأنها ناتجة عن فعل الجن، حاول وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الوحدة، عمران القيب، أن يقدم تفسيرًا علميًا. حيث أشار إلى أن الحرائق قد تكون نتيجة لتسرب “غاز الميثان القابل للاشتعال” بعد وقوع هزة أرضية في المنطقة.
“صدام الدبيبة والقيب“
ولم تلق تصريحات القيب قبولًا واسعًا، بل تعرضت لانتقادات حادة من قبل بلدية الأصابعة التي اتهمته بإرباك المشهد، فضلاً عن ردود فعل الحكومة التي وصفت تصريحاته بالتسرع وعدم الاعتماد على تحقيقات دقيقة، حتى وصل الأمر إلى تهديده بالمثول أمام المساءلة.
التعامل الباهت لحكومة الدبيبة مع هذا الحدث ورفضها تبني التفسير العلمي، فضلاً عن تصديق بعض الروايات الشعبية مثل “الجن”، يثير تساؤلات عميقة حول إدارة الأزمة داخل الحكومة.
وتبقى الأسئلة: هل هو تخبط وعشوائية في اتخاذ القرارات؟ أم أن هناك أمرًا خفيًا وراء هذا السلوك الذي يشير إلى نقص في التنسيق والشفافية؟