Categories

لقاء زوبي وخوري رسائل غير مباشرة بتوقيع دبيبة

الدبيبة يوصل رسالته إلى خوري عبر زوبي: المسلحون يرفضون تغيير الحكومة.. والبوصلة تكشف ما وراء الكواليس

تشهد الساحة الليبية تطورات متسارعة تتجاوز حدود الأزمة السياسية المحلية، لتتأثر بمتغيرات إقليمية كبرى تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة.

في هذا السياق، كشفت مصادر خاصة لـ”البوصلة” عن اقتراب عملية تغيير سياسي شاملة في ليبيا، مدفوعة بضغط دولي متزايد ومتغيرات إقليمية متسارعة.

لقاء حفتر وخوري: تحرك رسمي برؤية واضحة

في لقاء رسمي تم الإعلان عنه عبر المكتب الإعلامي للبعثة الأممية والمكتب الإعلامي للقوات المسلحة الليبية، اجتمعت القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة، ستيفاني خوري، بالمشير خليفة حفتر في بنغازي. الاجتماع، الذي جاء في وقت حساس، ركز على العملية السياسية في ليبيا والتحضيرات للانتخابات المقبلة.بحسب البيان الرسمي، ناقش الطرفان سبل تعزيز الاستقرار السياسي في ليبيا وآليات ضمان إجراء الانتخابات وفق جدول زمني محدد.

حفتر أكد خلال اللقاء على أهمية تشكيل حكومة قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية بما يضمن وحدة ليبيا واستقرارها، وهي نقطة يبدو أن المجتمع الدولي يتفق معها في ظل فقدان حكومة الدبيبة للثقة داخليًا وخارجيًا.

رغم طبيعته الرسمية، تعكس تفاصيل اللقاء – كما تابعتها “البوصلة” – وجود توجه دولي واضح نحو إعادة تشكيل المشهد السياسي، خاصة مع تزايد الحديث عن ضرورة تغيير الحكومة الحالية لضمان نزاهة وحياد العملية الانتخابية.

خوري تلتقي زوبي: رسالة مدروسة من الدبيبة

عقب لقائها بحفتر، توجهت ستيفاني خوري إلى طرابلس، حيث كان من المتوقع أن تجتمع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة. إلا أن الدبيبة، وفقًا لمصادر “البوصلة”، اختار إرسال وكيل وزارة الدفاع للشؤون العسكرية، عبد السلام زوبي، للقاء خوري نيابة عنه.

زوبي، المعروف بنفوذه العسكري وخلفيته كزعيم ميليشيا سابق، نقل رسالة واضحة إلى خوري مفادها أن التشكيلات المسلحة القوية في طرابلس ترفض أي تغيير في الحكومة الحالية.

مصادر “البوصلة” أكدت أن هذه الخطوة كانت مدروسة من قبل الدبيبة لإظهار قوة موقفه في العاصمة، رغم ما تشير إليه تقارير أخرى من وجود انقسامات داخلية بين التشكيلات المسلحة، وضعف التنسيق بين قادة المجموعات الموالية له.

تصدعات داخل حكومة الدبيبة وتراجع الدعم الداخلي

على الرغم من محاولات الدبيبة لتأكيد نفوذه، تشير المعلومات التي حصلت عليها “البوصلة” إلى أن حكومته تعاني من تآكل داخلي واضح تتجلى من خلال التوتر بينه وبين قادة تشكيلات مسلحة رئيسية، مثل عبد الغني الككلي (غنيوة)، رئيس جهاز دعم الاستقرار يعكس تراجع الدعم المحلي لحكومة تصريف الأعمال. هذه الانقسامات الداخلية تُضعف قدرة الدبيبة على مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة، خصوصًا في ظل إدراك المجتمع الدولي لأهمية التغيير في ليبيا لضمان استقرارها.

المتغيرات الإقليمية ودورها في إعادة تشكيل المشهد الليبي

لا يمكن فهم التحولات الحالية في ليبيا بمعزل عن المتغيرات الإقليمية الكبرى التي شهدتها المنطقة مؤخرًا.

سقوط نظام بشار الأسد والانسحاب الروسي المتسارع من سوريا، نتيجة الضغوط العسكرية والاقتصادية، أضعف محور “المقاومة التقليدية” في المنطقة.

في المقابل، شهدت العلاقات التركية-الروسية تحولات استراتيجية انعكست على الدور التركي في ليبيا، خصوصًا في الشرق الليبي.مصادر “البوصلة” تشير إلى أن تركيا، التي كانت تدعم حكومة الدبيبة بقوة، بدأت في فتح قنوات تواصل مباشرة مع قيادات الشرق الليبي، بما في ذلك حفتر، ضمن استراتيجية جديدة لإعادة التوازن في المنطقة.

هذا الانفتاح التركي على الشرق يعكس تغيرًا جذريًا في ديناميكيات النفوذ الإقليمي، ويضعف موقف الدبيبة الذي اعتمد بشكل كبير على الدعم التركي.

عملية التغيير السياسي: ضرورة أم حتمية؟

تشير تقارير دبلوماسية حصلت عليها “البوصلة” إلى أن المجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة، بات مقتنعًا بضرورة تشكيل حكومة جديدة للإشراف على الانتخابات المقبلة.

ستيفاني خوري، في إحاطتها المرتقبة أمام مجلس الأمن، من المتوقع أن تُبرز الدور السلبي لحكومة الدبيبة في عرقلة العملية الانتخابية وتحذر من أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى اندلاع صراع مسلح جديد، مما يهدد وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية.عملية التغيير السياسي في ليبيا تبدو أقرب من أي وقت مضى.

المتغيرات الإقليمية والدولية تُسرع من وتيرة التحولات، ويبدو أن المجتمع الدولي يتجه نحو فرض واقع جديد يضع حدًا لحكومة تصريف الأعمال الحالية.

السؤال المطروح الآن: كيف سيتعامل الدبيبة مع هذه الضغوط، وهل يستطيع البقاء في مواجهة العواصف المتلاحقة؟

    اترك تعليق

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني