شهدت عدة مناطق ليبية، موجة نفوق واسعة وغير مسبوقة في مزارع الدواجن خلال الأيام الماضية، نتيجة تفشي مرض «النيوكاسل» الفيروسي شديد العدوى، وتجاوز عدد الطيور النافقة 100 ألف دجاجة في بعض المناطق، ما تسبب بخسائر مالية كبيرة لمربي الدواجن، وأثار مخاوف جدية من تأثيره على استقرار أسعار اللحوم البيضاء في الأسواق المحلية، وهي المصدر الرئيسي للبروتين الحيواني لملايين الأسر الليبية.
وأكدت لجنة متابعة قطاع الزراعة بمجلس النواب متابعتها الدقيقة للوضع، مطالبة بتوفير الإمكانات اللازمة للمركز الوطني للصحة الحيوانية للسيطرة على المرض. وشدد رئيس اللجنة، سعيد أسباقه، على أهمية التنسيق بين الجهات المعنية، ورفع مستوى الجاهزية الصحية والرقابية، واتخاذ الإجراءات الوقائية لضمان حماية الثروة الحيوانية واستقرار السوق.
بالتوازي، باشرت الشرطة الزراعية بالمرتفعات الشرقية التحقيق في حوادث النفوق، بالتنسيق مع إدارات الصحة والإنتاج الحيواني، واتخاذ التدابير اللازمة للتخلص الآمن من الطيور النافقة ومنع انتشار المرض.
تداعيات اقتصادية واجتماعية محتملة
تفشي “النيوكاسل” يمثل تحديًا حقيقيًا لقطاع الدواجن، الذي يعتمد عليه ملايين الأسر كمصدر رئيسي للبروتين الحيواني، ومع ارتفاع معدلات النفوق، يُتوقع أن ترتفع أسعار اللحوم البيضاء خلال الفترة المقبلة، ما يضغط على القدرة الشرائية للمواطنين ويزيد من الأعباء الاقتصادية على الأسر.
الخسائر لا تقتصر على المستهلكين، بل تشمل المربين الذين فقدوا استثماراتهم بالكامل في بعض الحالات، ما يهدد استمرارية نشاطهم وقدرتهم على إعادة تشغيل مزارعهم في المستقبل القريب.
هشاشة المنظومة الصحية الحيوانية
الأزمة تكشف عن ثغرات واضحة في منظومة الرقابة الصحية وإدارة المخاطر في القطاع، عدم اكتشاف المرض مبكرًا، وسرعة انتشاره الواسعة، تشيران إلى ضعف في برامج الرصد والإنذار المبكر، وقصور في تطبيق معايير الأمن البيولوجي في بعض المزارع.
هذا الوضع يستدعي تعزيز البرامج الوقائية، وتوسيع قدرات المركز الوطني للصحة الحيوانية، إلى جانب توعية المربين بأساليب النظافة والتلقيح الإلزامي، كما أن التنسيق بين الجهات الحكومية، والاعتماد على أساليب علمية للتخلص من الدواجن النافقة، يمثل عاملاً حاسمًا للحد من انتشار المرض وحماية الاقتصاد المحلي.
