دعا مجلس الأمن الدولي الأطراف في ليبيا إلى التركيز على التحديات المتعددة الأبعاد التي تواجه البلاد، حيث أبدت جميع الأطراف الدولية قلقًا متزايدًا بشأن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية.
وأكدت الدول الأعضاء أهمية تكاتف الجهود الليبية بالتوازي مع الدعم الأممي من أجل تحقيق استقرار سياسي، عبر التوصل إلى حلول اقتصادية ومالية فعّالة، مع التأكيد على ضرورة التنسيق بين جميع الأطراف لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأعرب عدد من المندوبين الدائمين للدول الأعضاء عن قلقهم البالغ إزاء الوضع في ليبيا، والذي يعاني من الانقسام السياسي، وتدهور الوضع الأمني، وتراجع الاقتصاد، مشدة على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لحل هذه الأزمة، مع الإشارة إلى أهمية دعم بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من أجل الدفع بالعملية السياسية لتحقيق الاستقرار الوطني.
موازنة واحدة
دعا مندوب الولايات المتحدة الأطراف الليبية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن موازنة موحدة لحماية الدينار الليبي وتحسين الوضع الاقتصادي.
كما شدد على أهمية تعزيز التعاون الأمني بين المناطق، لافتًا إلى أن أمن الموانئ يعد جزءًا أساسيًا في مكافحة الهجرة غير الشرعية وضبط الحدود. وأعرب عن قلقه من استمرار انتهاك حظر الأسلحة وتهريب الوقود من ليبيا، مشيرًا إلى عدم تلقي أي تحديثات بشأن لجنة الجزاءات.
تجاوز المصالح الضيقة
وأكدت المندوبة البريطانية على أن الوضع الاقتصادي في ليبيا يثير القلق، داعية القيادة الليبية إلى تجاوز المصالح الضيقة والعمل على دعم الاقتصاد الوطني. كما شددت على ضرورة تعزيز الثقة بين الأطراف الليبية من خلال تطبيق القوانين المحلية، مشيرة إلى أن التوترات الأمنية والتحشيدات العسكرية تزيد من تعقيد الوضع. وأكدت على أهمية دور المنظمات الإنسانية في ليبيا، مشددة على ضرورة تحقيق تقدم ملموس في الملف السياسي ودعم بلادها للجهود الأممية لتحقيق عملية سياسية ناجحة.
من جهته، أشار المندوب الروسي إلى التوترات الداخلية في ليبيا والغياب الواضح للتقدم في العملية السياسية، داعيًا إلى تشكيل هيئة تمثيلية تضم جميع الأطراف الليبية في المشاورات. كما أكد على أن استعادة الاستقرار في ليبيا لن تكون مهمة سهلة، مشددًا على أهمية إحياء عملية برلين بعناصرها الأساسية، مع الاعتراف بأن المجموعات المسلحة تسهم في تعميق الأزمة بسبب غياب المؤسسة العسكرية الموحدة. وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية واضحة، مع تراجع قيمة الدينار الليبي، معتبراً أن الأصول الليبية المجمدة قد تساهم في حل الأزمة.
دعا مندوب الجزائر إلى ضرورة انخراط الأطراف الليبية مع البعثة الأممية من أجل كسر الجمود السياسي في البلاد، مشيدًا بجهود البعثة التي نظمت خمس جلسات للجنة الاستشارية، مؤكدًا على أهمية توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية. وأعرب عن قلق الدول الإفريقية حيال الاشتباكات الأخيرة في المدن الليبية، مشددًا على ضرورة دعم الجهود الأممية لتعزيز الحوار مع دول الجوار.
توحيد المؤسسات
من جهته، أكد مندوب الصين على ضرورة استعادة الاستقرار في ليبيا وتعزيز الاتصال بين الأطراف الليبية لتوحيد مؤسسات الدولة. وأشار إلى التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية التي تواجه ليبيا، مؤكداً أن الأوضاع الأمنية لا تزال هشة، وأن الصراع بين المجموعات المسلحة يعرقل الاستقرار. وأكد دعم الصين الكامل للمبعوثة الأممية في مساعيها لتحسين الوضع في ليبيا، داعيًا الأطراف الليبية إلى وضع المصلحة العامة فوق جميع الاعتبارات الأخرى.
