شكل منتدى أنطاليا الدبلوماسي 2025 في تركيا حدثًا بارزًا تناول الأوضاع الإقليمية والدولية، مع تسليط الضوء بشكل خاص على الملف الليبي.
خلال المنتدى، تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين الأطراف الدولية والمحلية لدعم استقرار ليبيا وتحقيق تسوية سياسية شاملة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وحالة الجمود السياسي المستمرة. وهذا يطرح تساؤلات حول ما إذا كان المنتدى يمكن أن يمثل فرصة جديدة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة الليبية.
دعم مصري مستمر
أكد وزير الخارجية المصري، سامح عبد العاطي، أن الملف الليبي يمثل أولوية استراتيجية للأمن القومي المصري، مشيرًا إلى دعم مصر الكامل للجهود الأممية الهادفة إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى تسوية مستدامة للأزمة الليبية. يعكس هذا الموقف التزام مصر العميق باستقرار جارتها الغربية وتأثير ذلك المباشر على الأمن الإقليمي.
كما شدد عبد العاطي على ضرورة أن يكون الحل ليبيًا-ليبيًا، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، معتبرًا أن هذا الحل يجب أن يحترم السيادة الوطنية للمؤسسات الليبية، ويعزز استقرار البلاد بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية. دعوته لتنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بخروج القوات الأجنبية والمرتزقة تبرز موقف مصر الثابت في دعم الحلول السلمية.
ليبيا وتركيا
في سياق آخر، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقاءه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، أن العلاقات التركية-الليبية شهدت تطورًا ملحوظًا في عدة مجالات حيوية مثل الاقتصاد والطاقة والبنية التحتية.
هذه الشراكة الاستراتيجية تعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون المتبادل، خاصة في المرحلة الحالية التي تسعى فيها ليبيا إلى إعادة بناء مؤسساتها وتعزيز استقرارها السياسي والأمني. كما أكد أردوغان استعداد تركيا لتقديم المزيد من الدعم الفني والتقني في مجال إعادة الإعمار، ما يجعلها شريكًا رئيسيًا في المرحلة القادمة.
دعم ليبيا لاستقرار السودان
أما على الصعيد الإقليمي، فقد عبّر عبد الحميد الدبيبة عن دعم ليبيا الكامل لاستقرار السودان، مؤكدًا وقوف ليبيا إلى جانب الشعب السوداني في مواجهة الأزمات الحالية. هذا الموقف يعكس تحولًا في دور ليبيا كداعم للاستقرار الإقليمي في منطقة شمال أفريقيا، ويعزز العلاقات بين البلدين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان.
كما بحث الدبيبة مع الرئيس السوري أحمد الشرع، العديد من المحاور المهمة، حيث تم التأكيد على دعم ليبيا المستمر للشعب السوري واستقراره، بما يعزز جهود السلام والاستقرار في سوريا، كما تم الاتفاق على تفعيل اللجنة العليا الليبية السورية المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة، وتنظيم وضع المقيمين السوريين في ليبيا من خلال فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي 2025، يظهر التزام المجتمع الدولي بدعم ليبيا في سعيها لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، ويؤكد التعاون المستمر بين ليبيا وتركيا، إلى جانب دعم مصر للجهود الأممية، على أهمية الحلول الداخلية في ليبيا بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
