كشف موقع “واي نت” الإسرائيلي عن مفاجأة تمثلت في قيام مواطن إسرائيلي يُدعى “ماتان”، يعمل في المجال الإنساني، بزيارة سرّية إلى ليبيا، متجاهلًا تحذيرات مجلس الأمن القومي الإسرائيلي التي تُصنّف البلاد كوجهة بالغة الخطورة على الإسرائيليين.
وأشار التقرير الذي رصدته وترجمته منصة البوصلة إلى أن “ماتان” دخل ليبيا مستخدمًا جواز سفر أجنبي واسمًا مستعارًا، قادمًا من تونس إلى مطار معيتيقة في طرابلس، حيث رافقه مرشد محلي طوال فترة إقامته، كما تفرض اللوائح السياحية.
المفارقة الصادمة التي يثيرها التقرير هي أن الشاب الإسرائيلي تمكن من الدخول، التنقل، والتجول بحرية بين مناطق طرابلس والمواقع الأثرية في لبدة وصبراتة، والخروج من البلاد دون أن تكتشفه أو ترصده أي من الأجهزة الأمنية .
ويأتي ذلك رغم أن جهاز الأمن الداخلي في المنطقة الغربية، المعروف بملاحقته للصحفيين والنشطاء والمشعوذين والدجالين بزعم تهديدهم للأمن القومي، لم يتمكن من رصد أو كشف هوية هذا الزائر الإسرائيلي، الذي تحرّك تحت سمع وبصر تلك الأجهزة، في واحدة من أكثر الرحلات غرابة وإحراجًا على الصعيد الأمني.
“ماتان” الذي عبر عن قلقه وخوفه الشديد من انكشاف هويته الإسرائيلية خلال فترة اقامته فى طرابلس بحسب الموقع وصف العاصمة بأنها مدينة نظيفة ذات طابع معماري إيطالي، ولاحظ طمس كل ما يمتّ لنظام العقيد الراحل معمر القذافي من معالم وأسماء. كما زار الكنيس اليهودي القديم، الذي تحوّل إلى معرض فني يخلو من الرموز الدينية، واطّلع على تاريخ الجالية اليهودية السابقة عبر حديثه مع بعض السكان المحليين.
وشملت جولته زيارة مواقع أثرية كلبدة الكبرى، التي أبهرت الزائر بحجمها وحفظها الجيد، مقارنة بصبراتة المهملة رغم أهميتها التاريخية. كما خاض تجربة الأطعمة المحلية مثل “المبكبكة” والشاورما، وأقام في فندق فاخر بتكلفة معتدلة.
وفي نهاية زيارته، أعرب “ماتان” عن اندهاشه من الحنين لدى بعض الليبيين إلى عهد العقيد الراحل معمر القذافي، وشعوره أن ليبيا تمتلك مقومات سياحية هائلة، لكنها غارقة في الفوضى والفساد وضعف الدولة
