البوصلة – تقرير خاص
خلال العقد الأخير من تاريخ ليبيا كانت مدينة درنة شاهدا على أبرز التطورات السياسية والعسكرية والأمنية والإنسانية في ليبيا حيث كانت في قلب أعمال العنف لسنوات، واتخذ تنظيم “داعش” الإرهابي منها مقرا قبل أن تحررها القوات المسلحة عام 2018 وبعد سنوات فقط من نفض المدينة لغبار الإرهاب لم تتمكن من التقاط أنفاسها حتى داهمها إعصار دانيال في سبتمبر 2023الذي أتى على كل ما فيها وحولها لأثر بعد عين، مخلفاً آلاف القتلى والمفقودين،
وبعدما كان يطغى عليها اللون الأبيض مع الخلفية الزرقاء للبحر المتوسط، تحوّلت درنة إلى لوحة رمادية باهتة لكثرة ورش البناء والكتل الخرسانية، قبل أن تقوم لجنة إعمار درنة بإعادة بنائها وإعادتها للحياة، ليعقد فيها جلسة لأعضاء مجلس النواب، الذين أكدوا بدورهم أن مدينة درنة..لن تألو جهداً، في دعم الأمن وستواصل جهودها الحثيثة، لحفظ الأمن والاستقرار والسلام.. من أجل المضي قدماً، على طريق التنمية والتقدم.. وبناء مستقبل أفضل للمواطنين، بتلك الكلمات بدأ النواب حديثهم لمنصة “البوصلة”؛ وأعادوا التنبيه على أن درنة لم ولن تتوقف عن مساعيها لإعادة الهدوء والاستقرار للمنطقة.
ورغم التحديات العديدة التي تحيط بالمدينة من كافة الاتجاهات الاستراتيجية، إلا أنها مستمرة في القيام بمسئوليتها، وحول الأوضاع الأمنية في المدينة أعدت منصة البوصلة عدة لقاءات مع النواب حيث أكدت عضو مجلس النواب أنتصار شنيب عن مدينة درنة، أن عقد جلسة مجلس النواب في المدينة هي الأولى في تاريخ درنة، مبينة في تصريح خاص لـ “البوصلة” أن الوضع الأمني كان في غاية الروعة وجميع الأجهزة كانت تقوم بالتأمين، مشددة على أنه لا يوجد أي اختراقات والأهالي كانت سعيدة.
وأشارت شنيب، إلى إن الأجهزة الأمنية قامت بأدوارهم قمة في الروعة، وعلى أكمل وجه، لافتة إلى أن الإعمار أذهل الجميع، مبينة أنهم أشادوا بالطرق والبنية التحتية وتوفير المنازل للمتضررين.
وبينت شنيب، أنه في القريب ستقام افتتاحات كثيرة بفضل القوات المسلحة وقيادة عجلة الإعمار والأمن، معربة عن شكرها للمهندس بلقاسم حفتر على مجهوداته في إعادة الإعمار وإعادة الحياة لدرنة مرة أخرى.
وفي هذا الإطار، أكد عضو مجلس النواب صالح فحيمة، في حديثه مع ” البوصلة” أن انعقاد مجلس النواب وحضور هذا العدد الكبير من النواب إلى المدينة شاهد على الأمن والأمان الذي تنعم به درنة، مبينا أن المدينة كغيرها من سائر المدن الواقعة تحت سلطة الحكومة الليبية تنعم بأمن مستتب وخير شاهد على ذلك تواجد العمالة الوافدة وثقة الشركات الأجنبية التي لا يمكن أن تجازف بمقدراتها في مدينة غير آمنة.
وقال فحيمة، لقد لمسنا تغير جذري في مستوى الأمن في المدينة فكما يعلم الليبيون خصوصا وربما العالم أجمع بأن المجاهرة بالأمن كانت تعد مغامرة بأرواح منتسبي المؤسسات الأمنية في درنة في وقت سابق، مشددا على أن رجال الأمن اليوم يمارسون مهامهم في حفظ الأمن بدون أن يشعروا بالخطر الذي كان يتهددهم في فترة قريبة ماضية
وسلط عضو مجلس النواب عبد الوهاب زولية، الضوء على أن الوضع الأمني والإعمار في درنة يصل لدرجة التميز والعمل يتم على مدار الساعة وفقا لخطة التنمية، مضيفا في تصريح خص به “البوصلة”، ” هذا ما شعرنا به من خلال زيارتنا ولقائنا مع العديد من الشخصيات في درنة”.
وشدد زولية، على أنه خلال تجوله في الشوارع كان يعم الرضا المطلق من الأهلي والأعيان على عمل صندوق الإعمار وعلى الحكومة الليبية متمثلا في رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد ومدير صندوق التنمية والإعمار المهندس الصديق حفتر.
وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة، إن الوضع الأمني في درنة ممتاز، مضيفا ” لا أبالغ إذا قلت إنني لم أرى له مثيل في جميع مدن ليبيا”، مشيرا في تصريح خص به “البوصلة” إلى أنه كان هناك تنظيم أمني مبهر لفت أنظار كل الحاضرين ما يعكس وجود نية لبناء دولة آمنة.
بينما رأى عضو مجلس النواب، إدريس عمران، في معرض حديثه لـ ” البوصلة” أن الأمن في درنة ظهر في أبهى صورة وبشكل مهني ومنظم وأن عناصر الأمن يتحلون بالضبط والربط كما ينسحب المشهد على كل المناطق التي تقع تحت سلطه القوات المسلحة ووزارة الداخلية التابعة للحكومة الليبية.
وتواصلت البوصلة مع أحد المواطنين لسؤالهم عن الأمن في المدينة، والذي قال إن المدينة عادت للحياة بعد أن كنا نظن أنها أنتهت بتدمير البيوت والشوارع وتوقف المرافق وانعدام الأمن الا أن جهود القوات المسلحة أعادة مدينة الزهور لسابق عهدها وجهة مشرفة للمدينة المتوسطية، وأعرب المواطن عن سعادته باستضافة مجلس النواب بالمدينة لأول مرة في التاريخ.
وتخطو مدينة درنة ، التي أوجعها الموت وعصرتها الأحزان، خطوات حثيثة «باتجاه الحياة»، متجاوزة نسبياً غصّة ومآسي خلفها طوفان «دانيال» المتوسطي بعد فقد الآلاف من الأهل والأصحاب
إعداد / حنان منير
عاشور الناجي الفائدي
2024-12-26 at 2:33 مالحمدلله على نعمة الأمن والأمان