في ظل الأجواء المشحونة حول قدرة بعض القيادات العسكرية الليبية على السفر إلى أوروبا، ظهر مدير الاستخبارات العسكرية التابع لحكومة الدبيبة محمود حمزة، في مدريد، حيث التقى بنظيره الإسباني، الفريق أنطونيو لوسادا، لمناقشة ملفات أمنية تتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة .
اللافت أن الحديث عن “دعوة رسمية” تلقاها حمزة جاء عبر مكتبه الإعلامى، دون أي إعلان من الجانب الإسباني مما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة الزيارة؛ هل جاءت ضمن ترتيبات أمنية متبادلة، أم أنها محاولة لإرسال رسائل معينة في توقيت حساس؟
تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع قليلة من توقيف مدير السجن العسكري أسامة نجيم في روما إثر مذكرة توقيف صادرة عن الجنائية الدولية، وسط تزايد الحديث عن تجنب بعض قيادات التشكيلات المسلحة السفر إلى أوروبا خشية الملاحقات القضائية. وفي هذا السياق، يبدو أن التنقل بحرية في العواصم الأوروبية بات يُستخدم أيضًا كرسالة ضمنية لإثبات عكس ذلك.
فهل كان لقاء مدريد لقاءً روتينيًا ضمن جدول تعاون أمني معتاد، أم أنه جاء لتأكيد قدرة حمزة على التحرك دوليًا دون عوائق، في وقت أصبح السفر إلى أوروبا اختبارًا غير معلن لبعض الشخصيات الليبية؟
