Categories

فى تحرك استراتيجي صدام حفتر يمدّ جسورًا إلى أنقرة

في تحرك يكتسب طابعًا استراتيجيًا يتجاوز الأطر البروتوكولية، وصل الفريق ركن صدام خليفة حفتر، نجل القائد العام للجيش الليبي وقائد القوات البرية بالقيادة العامة، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة لافتة حظيت باستقبال رسمي رفيع من قبل المؤسسة العسكرية التركية.

صدام حفتر التقى بوزير الدفاع التركي يشار غولر، وقائد القوات البرية الفريق أول سلجوق بيرقدار أوغلو، في لقاء وصفته مصادر مطلعة بأنه “أكثر من مجرد زيارة بروتوكولية”، حيث ناقش الطرفان ملفات التعاون العسكري، ومجالات التدريب وتبادل الخبرات، في ظل تغيّرات ميدانية دقيقة تشهدها الساحة الليبية.

الزيارة جاءت بعد أشهر فقط من مشاركة صدام “ساها اكسبو” للدفاع والفضاء في إسطنبول، حيث التقى أيضًا بغولر، ما يعكس نمطًا من اللقاءات المتكررة والمدروسة، يُفهم منها وجود خط دافئ بين أنقرة وبنغازي، رغم التاريخ المتوتر بين الطرفين إبان معارك غرب ليبيا.

إعادة تموضع إقليمي

• إعادة صياغة التموضع: القيادة العامة، وعلى رأسها صدام حفتر، لا تمانع الدخول في تفاهمات مع الخصوم السابقين إذا ما اقتضت الظروف. أنقرة من جانبها تسعى لفك العزلة عن حضورها في شرق ليبيا، وموازنة نفوذ موسكو هناك.

صعود ناعم لقائد شاب

• مكاسب مزدوجة: تركيا تحاول أن تتموضع كـ”شريك محتمل” للجميع في ليبيا، بينما يحاول صدام حفتر، كقائد شاب طموح، بناء ملف علاقات دولية مستقل يعزز نفوذه داخل المؤسسة العسكرية ويكسر الصورة التقليدية عن معسكر مغلق لا يتحرك إلا شرقًا.

ملامح مرحلة جديدة

زيارة صدام حفتر إلى تركيا لا تُقرأ فقط في سياق تحسين العلاقات، بل هي جزء من إعادة هندسة المشهد الأمني الليبي. الطرفان يدركان أن الاصطفافات القديمة لم تعد صالحة للمرحلة المقبلة، وأن الرهانات الآن على البراغماتية الأمنية لا على الخطاب السياسي

    اترك تعليق

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني