Categories

تفاصيل العملية العسكرية في الزاوية بين جهود إطلاقها وأسباب فشلها

المنطقة العسكرية الساحل الغربي التابعة للمجلس الرئاسي أطلقت عملية عسكرية استهدفت منها أوكار الفساد في المنطقة الغربية، وكانت الزاوية هي أولى المدن المستهدفة بالعملية.

وأعلنت المنطقة العسكرية، عن عزمها إطلاق العملية في الزاوية مساء يوم أمس على صفحتها الرسمية، حيث دعت المواطنين إلى الابتعاد عن الأماكن والأوكار المشبوهة، والإبلاغ عن أي أنشطة من خلال التواصل مع المنطقة العسكرية.

وفي هذا الصدد كشف الناشط الحقوقي، أن الطائرات المسيرة تجوب في أجواء المدينة منذ ثلاثة أيام وتعمل على تصوير مناطق معينة.

وفي صباح اليوم السبت، أعلن آمر المنطقة الفريق صلاح النمروش عن إطلاق العملية وذلك لأن مدن الساحل الغربي تشهد تجاوزات وانتشارا لتجار المخدرات وقطاع الطرق الذين تعدوا على حرمات البلاد.

وأشار إلى أنهم يبدأون بمدينة الزاوية تلبية لنداء الأهالي، مشددا على أهمية الانضباط والمظهر الحسن والمعاملة الأخلاقية للمواطنين وعدم استفزازهم، ولفت إلى أنهم لا يستهدفون أي شخص والعملية تستهدف المجرمين فقط.

عدم مشاركة أي قوات في العملية

وفي هذا الصدد أكد مكتب الإعلام بالمنطقة العسكرية الساحل الغربي، عدم مشاركة أي قوى عسكرية في الحملة سوى قوى المنطقة العسكرية الساحل الغربي بالكامل.

وأشار المكتب لاستمرار العملية حتى القضاء على جميع أوكار المخدرات والتهريب والجريمة، وبعد الانتهاء من مدينة الزاوية سيتم استهدف كافة المناطق التابعة للمنطقة العسكرية الساحل الغربي.

وما أكد التصريحات بشأن عدم مشاركة أي قوة في العملية العسكرية، هو توجيه رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة لوزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، بالتعميم على القوات التابعة لوزارته، بعدم إخراج أي آليات مسلحة من ثكناتها، أو عرقلة تنفيذ العملية العسكرية في الزاوية والساحل الغربي، مشددا على ضرورة التنسيق مع آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي، صلاح النمروش، قبل أي تحرك.

دعم إعلامي واجتماعي

رافق العملية حملة إعلامية مكثفة، وبيانات تحذيرية تهدف إلى طمأنة المواطنين وتعريفهم بأهداف العملية.

لاقت العملية دعم اجتماعي حيث استمع أعضاء من مجلسي النواب والدولة عن المنطقة الغربية وأعيان ونشطاء المجتمع المدني بالزاوية، للنمروش، في اجتماع عقد في غابة جودائم، وأكد خلاله استمرار العمليات العسكرية لمكافحة أوكار الفساد والجريمة في جميع مناطق ومدن الساحل الغربي.

كما نفى النمروش وجود أي أهداف سياسية وراء هذه العمليات العسكرية، مشددًا على أنها تهدف إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي ختام اللقاء، أعرب الحضور عن دعمهم الكامل لمواصلة العمليات العسكرية، مؤكدين على دورها المحوري في حماية الوطن والمواطنين.

انطلاق العملية

انطلقت العملية بقيادة صلاح النمروش، وتمكنت من السيطرة على مصفاة الزاوية، واتخذتها مقرًا لعملياتها العسكرية، وانتشرت الأرتال المسلحة بشكل كبير في مناطق وطرق مختلفة بمدينة الزاوية.

وناشد ومركز طب الطوارئ والدعم مكتب الزاوية، المواطنين بأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن المواقع والطرقات المتوقع حصول اشتباكات فيها.

وبدأت العناصر الأمنية المداهمات وتواصل وصول التعزيزات من المنطقة العسكرية الساحل الغربي لمدينة الزاوية.

مكتب الإعلام بالمنطقة العسكرية الساحل الغربي، أكد قيام وحداته بتنفيذ عملياتها على الأرض، واستهداف المواقع المحددة بمدينة الزاوية، مشيرا إلى أن سلاح الجو يعمل على الرصد وتقديم المعلومات للوحدات على الأرض.

عملية فاشلة

رغم أهمية العملية إلا أن مؤشرات فشلها كانت عديدة، وهذا ما عبر عنه نشطاء في تدوينات مختلفة لهم، حيث أكل الناشط نبيل السوكني، عدم القبض على مجرم مخدرات في الزاوية، لأن العصابات لديهم علم قبل البدء في العملية الغبية.

وتساءل الناشط الحقوقي، طارق لملوم، عندما يتم الإعلان عن العملية فهل نتوقع أنها سوف تجد المتورطين من تجار  البشر والمخدرات؟، وهل ستجد الممنوعات التي تبحث عنها؟

أما رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أحمد حمزة، فوصف العملية بالفاشلة، موضحا أن الأهداف من وراءها سياسية، من أجل تصفية حسابات مع قوى عسكرية وسياسية، مُناهضة للحكومة، فهي حرب ضد الخصوم السياسيين، وليس ضد الجريمة بكافة أشكالها.

أسباب الفشل

من جانب آخر نقلت مصادر إعلامية عن مصدر محلي في مدينة الزاوية، تأكيده أنه لا يمكن أن نصف ما يحدث في الزاوية بالعملية العسكرية، معللا ذلك بمشاركة عناصر من تجار المخدرات في تنفيذها مثل كابوات وشيوات.

وأضاف المصدر أن سكان مدينة الزاوية جميعهم لديهم علم بما تسمى “العملية العسكرية” ووقتها والأماكن التي ستستهدفها منذ يومين.

وهذا ما أكده شهود عيان قالوا إن قوات النمروش قاموا بمداهمة عدد من المحال المشتبه في بيعها للممنوعات في مدينة الزاوية، إلا أن العملية باءت بالفشل بعد اكتشاف أن المحال كانت خالية تماماً من محتوياتها.

وأضاف شهود العيان أن التحقيقات الأولية أظهرت أن أصحاب المحال قد تمكنوا من إفراغ متاجرهم بالكامل قبل يوم واحد من المداهمة، وذلك بعد علمهم المسبق بالعملية الأمنية المرتقبة من خلال إعلانات نشرتها الجهات الرسمية.

ما بين الحماس لعملية عسكرية قوية ومهمة تستهدف أوكار الفساد والجريمة في مدينة الزاوية، وبين التخطيط الضعيف والخطوات غير المحسوبة تبوء العملية بالفشل، ويبقى الصمت هو سيد الموقف من قبل الجهات الرسمية.

    اترك تعليق

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني