أكد رئيس الحزب الديموقراطي ، محمد صوان في تصريحات خاصة لـ”البوصلة” أن “إعلان تشكيل اللجنة الاستشارية خطوة ضرورية وملحة لمعالجة حدة وتوسع الانقسام السياسي وانفراط عقد المؤسسات الرسمية، وكذلك صعوبة وضع المعايير التي تضبط عملية الاختيار وسط هذا الوضع المتردي أمنيا واقتصاديا وسياسيا”.
وأوضح أن “الترحيب الدولي باللجنة هو مؤشر إيجابي يوحي بدعم محتمل لبعثة الأمم المتحدة للوصول إلى حل، وتقارير الجهات الرقابية الداخلية وتقارير مجلس الأمن وفريق الخبراء ومنظمات حقوق الإنسان، وحجم النهب وغسيل الأموال والجريمة والتهريب، ومستوى معيشة المواطن، جمعيها تؤكد أن الوضع في ليبيا لم يعد يحتمل الاستمرار، بل أصبح مهدداً لاستمرار الدولة ولأمن المنطقة بأسرها، ولذلك فقد أصبح الوضع في ليبيا يدفع تجاه ضرورة وجود إرادة دولية لوضع حد لهذه الأزمة.
“تقرير الخبراء“
وأشار صوان خلال حديث خص به منصة “البوصلة” أن “الكشف عن تقرير فريق الخبراء وما تضمنه من مخالفات كبيرة وقرارات مجلس الأمن في هذا التوقيت يؤكد توفر الإرادة الدولية لدعم البعثة وتهيئة المناخ المناسب بإضعاف أطراف الصراع المتورطة في هذه الممارسات.
وبين أن “مجلس النواب لم يتحفظ على تشكيل اللجنة الاستشارية، بينما تحفظ مجلس الدولة المنقسم على نفسه، خاصة الموالي لحكومة “الدبيبة” بدوافع واضحة وهي الرغبة في استمرار الوضع كما هو، ما يؤكد أن عمل اللجنة الاستشارية سيمثل ضغطاً على الجميع للتعاطي إيجابياً مع الحلول التي ستقترح”، وفق تقديره.
وحول مدى نجاح اللجنة، قال رئيس الحزب الديموقراطي: “البعثة حددت دور اللجنة بأنه استشاري ولن تتخد قرارات، وهذا يخفف حدة التنافس بين الأطراف على عضوية اللجنة، وهي فكرة جيدة لتفادي محاولة تكرار الرشاوي كما حدث بجنيف، ومن جهة أخرى تعطي مساحة أكبر لطرح كل الخيارات والحلول من قِبل البعثة ومن وراءها إن توفرت الإرادة لتمرير الحلول بعيدا عن صراع قوى الأمر الواقع التي لديها مصالح متعارضة”.
“شروط نجاح اللجنة“
ووضع صوان شروطا حتى تنجح البعثة في هذا المسار، ومنها: توفر إرادة دولية لفرض تنفيذ الحلول المقترحة، خاصة توحيد المؤسسات وعلى رأسها الحكومة، وذلك بردع المعرقلين، وبدون ذلك ربما نكرر حلول ناقصة كما حصل بعد الصخيرات وجنيف، لذا يتعين على البعثة أن تضمن دعم الدول الفاعلة لمنع بعض الدول المتداخلة من القيام بأدوار سلبية مثل دعمها لاستمرار الفوضى تحقيقاً لمصالحها الخاصة، ولا شك أن نجاح الفريق الاستشاري يتطلب جهود أكبر لوضع مخرجات الحوار موضع التنفيذ.
وختم صوان حديثه بالقول: “لابد من الإشارة إلى أن الأحزاب السياسية في ليبيا رغم كثرثها وأهمية بروز دورها فإنها لا تحظى بأي دعم، والأحزاب الفاعلة رغم دورها المهم في الدفع بالعملية السياسية وتحشيد الرأي العام لدعم هذا التوجه -وهذا ما نقوم به كحزب- فإننا نواجه محاولات إقصاء وتضييق وصلت إلى حرق المقرات ومحاولة اختطاف بعض القيادات والأعضاء”، كما صرح لـ”البوصلة”.