تقرير خاص – البوصلة:
في ظل انسداد سياسي داخلي وضغوط دولية متزايدة، أرسلت حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة وفدًا رفيع المستوى إلى واشنطن، في زيارة تحمل في طياتها رسائل متعددة تتجاوز الطابع الاقتصادي المُعلن.
النفط كورقة تفاوضية:
ضم الوفد وزير النفط والغاز المكلف خليفة عبدالصادق، ووزير المالية خالد المبروك، ومسؤولين آخرين، وعقد اجتماعات مع وزارة الخارجية الأمريكية ومؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة للبنك الدولي.تركزت المحادثات على جذب الاستثمارات الأمريكية لتطوير البنية التحتية النفطية، وتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر، وتحديث قطاع التكرير. كما تم التطرق إلى التحضيرات لمنتدى الغاز في نوفمبر 2025 وقمة ليبيا للطاقة والاقتصاد في يناير 2026.
تنازلات محتملة للبقاء:
تأتي هذه التحركات في وقت تتزايد فيه الضغوط على حكومة الدبيبة لإجراء انتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية. ويرى مراقبون أن الحكومة تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تقديم تنازلات اقتصادية، خاصة في قطاع الطاقة، لضمان دعم دولي يُمكّنها من الاستمرار في السلطة.
الولايات المتحدة: دعم مشروط:
من جانبها، أبدت الولايات المتحدة استعدادها لدعم ليبيا فنيًا وماليًا، مع التركيز على الشفافية في إدارة الثروات ومكافحة غسل الأموال. إلا أن هذا الدعم يبدو مشروطًا بإصلاحات حقيقية وتقدم ملموس في المسار السياسي.
خاتمة:
يري محللون ومراقبون ان زيارة وفد حكومة الوحدة الوطنية إلى واشنطن تحمل في طياتها أكثر من مجرد بحث عن استثمارات وقد تمتد الى محاولة لإعادة تموضع سياسي عبر بوابة الاقتصاد والطاقة، في وقت تتزايد فيه التحديات والضغوطات الداخلية والخارجية على حكومة الدبيية لازاحتها من المشهد.