Categories

تليجراف: القوات المسلحة تحمي حدود ليبيا.. وحكومة الوحدة عاجزة

في وقتٍ تواجه فيه ليبيا أزمة متفاقمة بفعل تدفّق المهاجرين غير النظاميين عبر حدودها الجنوبية الشاسعة، تتقدّم القوات المُسلحة، بقيادة المُشير أركان حرب “خليفة أبوالقاسم حفتر”، لتملأ فراغًا تتركه حكومة الوحدة التي لا تكاد تُسيطر على ما هو خارج أسوار طرابلس.

ففي تقرير موسّع لصحيفة التليجراف البريطانية، نُشر اليوم الاثنين، سلطت الصحيفة الضوء على جهود القوات المسلحة في ملاحقة شبكات الهجرة غير الشرعية وتأمين الحدود الجنوبية الممتدة في عمق الصحراء الكبرى، حيث أصبحت ليبيا، رغم هشاشة مؤسساتها، نقطة عبور رئيسية نحو أوروبا.

معركة بلا دعم

القوات المسلحة تخوض هذه الحرب الشرسة برًا وبحرًا، معتمدًا على الإمكانات المتاحة، رغم الحظر الدولي المفروض على استيراد المعدات ذات الاستخدام العسكري، مثل الطائرات بدون طيار والمروحيات، والتي تُعدّ أدوات أساسية لمراقبة الحدود الممتدة على آلاف الكيلومترات.

وبرغم غياب الدعم الجاد من بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي، كما جاء في التقرير، تواصل القوات المسلحة تنفيذ عمليات تمشيط دورية عبر قوافل طويلة من سيارات الدفع الرباعي، بحثًا عن المهاجرين المفقودين أحياءً أو أمواتًا، في واحدة من أقسى البيئات الصحراوية في العالم.

حكومة الوحدة تغرق في الفوضى

في المقابل، تنتقد الصحيفة أداء حكومة الوحدة، واصفة إياها بـ”الإدارة المؤقتة وغير الفاعلة”، التي تتخذ من أكثر مناطق البلاد اضطرابًا مقرًا لها، حيث لا يزال يعج بالميليشيات وتجار البشر والمخدرات والسلاح.

وتُبرز التليجراف المفارقة بقولها إن هذه الحكومة “المعترف بها دوليًا” بالكاد تفرض سلطتها على طرابلس، بينما يستمر التأجيل المتكرر للانتخابات العامة، دون مؤشرات على نية حقيقية لتنظيمها.

في شرق ليبيا، وتحديدًا بنغازي، ترسم الصحيفة صورة مغايرة تمامًا. فالمدينة التي كانت يومًا رمزًا للاضطرابات، تشهد اليوم استقرارًا لافتًا وتنمية عمرانية واضحة، مع مشاريع بنية تحتية طموحة، مثل تشييد الجسور والمجمعات السكنية، وتطوير الواجهة البحرية بالتعاون مع شركات إماراتية.

بل إن الطرق، بحسب التقرير، تبدو “أفضل من مثيلاتها البريطانية”، فيما تنتشر العلامات التجارية العالمية في المراكز التجارية الجديدة.

رسالة للمجتمع الدولي

من خلال إبراز التناقض الصارخ بين فوضى الغرب وانضباط الشرق، بين سلطة غائبة وجهات أمنية فاعلة، يطرح التقرير تساؤلًا ضمنيًا: لماذا تُعاقب القوات المسلحة بالعقوبات، بينما تُكافأ حكومة غير قادرة على فرض الأمن؟ ففي الوقت الذي تنشغل فيه السلطة المؤقتة في الغرب بخلافات سياسية ومصالح فئوية، تتحرك القوات في الشرق لإعادة بناء المؤسسات، وحماية الحدود، وإنقاذ الأرواح، في معركة صامتة لا تحظى بالضوء الكافي من المجتمع الدولي.

    اترك تعليق

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني