Categories

ترهونة بين معاناة الأهالي وجهود الإغاثة وبين اتهامات لحكومة تصريف الاعمال بالإهمال

منخفض جوي أدى إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار التي تسببت في سيول وجريان الأدوية، ‏وعلى الرغم من التحذيرات التي سبقته بأيام إلا أن أضراره كانت كبيرة، ولازالت تداعياتها تشكو ‏منها العديد من المناطق حتى الآن رغم مرور أسبوع كامل عليها.‏

شملت تداعيات هذه السيول العديد من المناطق في ليبيا وكانت من بين أبرز المناطق المتضررة ‏ترهونة والتي تأتي على رأس القائمة ومن بعدها غريان وقصر الاخيار وكذلك صبراتة.‏

الأمطار في ترهونة جرفت التربة وقطعت الاتصالات ولوثت مياه الشرب عبر اختلاطها بمياه ‏الصرف الصحي، ناهيك عن قطع الطرق حتى الآن.‏

ووسط هذه الأزمة مر وقت حتى قام رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة بزيارة ‏المدينة للاطلاع على الأزمة فيها، ووعد بإيجاد حلول جذرية للمعاناة، ولكن يبدو أنها بقيت ‏وعود، حيث تظاهر أهالي المدينة ليومين متتاليين للمطالبة بإقالة عميد البلدية بسبب عدم توفير ‏حلول للأزمة، حتى وصل بهم الأمر إلى إغلاق مبنى البلدية ومنع دخوله.‏

وعود واهية وإهمال المعاناة

وما دلل على أن وعود الدبيبة الواهية بمعالجة الأزمة وادعائه بالتوجيه بتقديم الدعم الفوري ‏للأسر المتضررة، وتوفير ميزانية 100 مليون دينار لجهاز تطوير وتنمية ترهونة للنهوض ‏بالمدينة والمناطق المجاورة، أن المجلس البلدي ترهونة أكد أنه لم يتسلم أي قيم مالية وإعانات‎.‎

وما كان سببًا في ازدياد حنق أهالي ترهونة هو تأكيد عميد البلدية “محمد الكشر” يوم زيارة ‏الدبيبة للمدينة، باستقرار الأوضاع نسبياً في المدينة بعد تدخل الجهات المعنية، مشيدا بدعم ‏حكومة تصريف الأعمال لتجاوز هذه الأزمة.‏

وما زاد الطين بلة إهمال الدبيبة حسب وصف نشطاء بوضع الليبيين وتأكيده بأن “الأمور ‏طيبة” بالرغم من وجود دلائل حقيقة تظهر حجم الخسائر في الممتلكات والأرواح جراء السيول ‏والفيضانات التي شهدتها مدينة ترهونة وأحياء بطرابلس.‏

وقال الدبيبة في مؤتمر صحفي عقده في ترهونة خلال زيارته إن البنية التحتية المصممة في ‏ترهونة من الأساس غير قادرة على استيعاب كميات كبيرة من مياه الأمطار، مشيرا إلى أن ‏الوضع حاليا تحت السيطرة بعد استجابة كل الجهات، مؤكدا أن الحكومة ستعمل بكل إمكانياتها ‏على معالجة كل الأضرار بشكل عاجل، وحصر المتضررين وتعويضهم.‏

من ناحية أخرى تواصل وزارة الحكم المحلي عقد الاجتماعات لمتابعة الأوضاع في ترهونة ‏ومناقشة الجهود المبذولة لإصلاح الأضرار الناجمة عن السيول وتوفير الخدمات الأساسية ‏للمواطنين وسبل تأمين الدعم اللازم لإعادة تأهيلها، وشددت على ضرورة تقديم الخدمات ‏للمواطنين وتكاتف الجهود لإنجاز أعمال الصيانة اللازمة وتهيئة المرافق التي تضررت جراء ‏السيول ورجوعها لسابق عملها ليتسنى تقديم الخدمات للمواطنين.‏

جهود متطوعين

ولكن على أرض الواقع أكد المجلس المحلي لشباب ترهونة استمرار متطوعي المجلس في ‏جهودهم التطوعية لتنظيف المنازل والمؤسسات العامة بالمدينة لإعانة العائلات المتضررة على ‏العودة إلى بيوتهم بعد أن جرفتها السيول وأضرت بها، حتى أن تنظيف مستشفى المدينة الذي ‏تحدث عنه عميد البلدية قام به متطوعون من المدينة وليست الجهات المعنية.‏

كما لبى رجال مجلس شباب ادري الشاطئ نداء الواجب لإعانة الأهالي المتضررين جراء ‏السيول، وذلك بوصول شحنة من المستلزمات الطبية، مقدمة لدعم الأهالي المتضررين.‏

جهود القيادة العامة والحكومة الليبية

في المقابل هب المجلس التسيري ترهونة التابع للحكومة الليبية بتشكيل لجنة أزمة تعنى بتوفير ‏جميع الإمكانيات اللازمة والمتاحة وحصر كافة الأضرار الناتجة جراء السيول والفيضانات في ‏المدينة، فيما أعلن الجهاز الوطني للتنمية تواصل عمل فرق الإنقاذ بوتيرة متسارعة لتسوية ‏الانجرافات وإزالة الكُتل الطينية في الشرشارة وكذلك تنظيف وتسوية الكثير من المداخل المُؤدية ‏لأحياء ترهون ومزارعها.‏

جاءت هذه الجهود تحت إشراف القيادة العامة للقوات المسلحة والحكومة الليبية حيث يجري ‏العمل على مدار الساعة لفتح المسارب المغلقة والعمل على إرجاع التيار الكهربائي لكافة الأحياء ‏والمناطق بمدينة ترهونة والتي تضررت جراء السيول.‏

من جانبها توالت وقافل المساعدات التي أرسلتها القيادة العامة للقوات المسلحة والحكومة الليبية ‏لمدينة ترهونة والعمل لإيصالها للمتضررين داخل مدينة ترهونة.‏

معاناة مناطق أخرى

على صعيد آخر تشكو بعض المناطق الأخرى من انقطاع التيار الكهربائي منذ أسبوع كامل كما ‏في صبراتة، حيث أكد عميد البلدية محمد الحسلوك أن بلدية لا تمتلك الإمكانيات اللازمة لحل ‏الأزمة، ولم تتلق أي دعم من شركة الكهرباء بهذا الشأن.‏

وفي قصر خيار أعلن عميد البلدية سالم عواج، أن لديهم مناطق جرفتها الوديان، والوضع خرج ‏عن السيطرة، معلنا إخلاء مسؤوليته لعدم وصول الدعم الحكومي للمنطقة‎.‎

وأكد عواج أنه طلب إغاثة من رئاسة الوزراء والحكم المحلي، ولم يتواصل معهم أحد، مبينا أن ‏مناطق سيدي مادي والرواشدية والثمانين انعزلت، ولم يتمكنوا من الوصول إليها، مشددا على أن ‏إمكانياتهم ضعيفة وأنهم عجزوا عن تقديم الخدمات للمواطنين لإنقاذهم وتوفير أساسيات الحياة ‏بعد السيول التي ضربت المنطقة، لافتا إلى أن هناك آبار مياه للشرب تم ردمها.‏

ولا ننسى ما تعرضت له شوارع وأحياء مدينة طرابلس من غرق الشوارع والسيارات على ‏الرغم من الملايين التي تم صرفها في مشروعات البنية التحتية تحت فكرة “عودة الحياة” التي ‏أطلقها عبد الحميد الدبيبة، والتي انهارت في جميع الاختبارات الحقيقة التي واجهتها، إذ أن غرق ‏هذه الشوارع لا يحدث للمرة الأولى بل أنه يتكرر كل عام، والأنكى من ذلك انهيار وانجراف ‏بعض الشوارع التي تم صيانتها خلال السنوات الأخيرة.‏

وحاولت البوصلة التواصل مع مسؤولين في وزارة الحكم المحلى بحكومة تصريف الاعمال ولم تتلقى رد على اتصالاتها.

ما بين جهود الإغاثة الذاتية ومحاولات الدعم المقدمة من القيادة العامة للقوات المسلحة والحكومة ‏الليبية، تحاول بعض البلديات المتضررة من السيول النهوض من جديد، وذلك في غياب شبه ‏كامل لحكومة تصريف الأعمال أو وعود واهية صاحبها استفزاز واستهتار بواقع معاناة ‏المواطنين.‏

    اترك تعليق

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني