Categories

الغويل: لقاءات صدام حفتر في تركيا تمثل تحولاً نوعياً في مسار العلاقات

شهدت العاصمة التركية أنقرة، الخميس الماضي، لقاءً وصف بـ”التاريخي”، جمع بين الفريق صدام حفتر، ممثل القيادة العامة للجيش الليبي، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة التركية. اللقاء الذي جرى في توقيت حساس إقليميًا، يشير إلى تحوّل ملحوظ في السياسة الليبية نحو تعزيز التوافقات الإقليمية القائمة على المصالح الاستراتيجية المشتركة.

ويرى الدكتور سلامه الغويل، رئيس مجلس المنافسة ومنع الاحتكار ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية سابقاً بحكومة الوحدة، أن هذا اللقاء يمثل تحولًا نوعيًا في مسار العلاقات الليبية-التركية، ويعكس استجابة ليبية واضحة للتغيرات الجيوسياسية المتسارعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي.

وأوضح الغويل، عبر  تدوينة على “فيسبوك” أن التحولات الإقليمية الأخيرة فرضت على الدول الصغيرة والمتوسطة، مثل ليبيا، واقعًا جديدًا يتطلب إعادة ترتيب الأولويات، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني.

وفي هذا السياق، تتزايد أهمية المؤسسات القوية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، كضمانة لاستقرار الحكم واستدامة الدولة.

وأشار إلى أن القوى الإقليمية والدولية باتت تميل لدعم الأطراف القادرة على إعادة بناء الدولة بشكل منظم وفعّال، بعيدًا عن الفوضى والانقسامات التي طغت على المشهد الليبي في السنوات الماضية. وأكد أن ليبيا بحاجة اليوم إلى إعادة ضبط بوصلتها السياسية، بما يخدم المصلحة الوطنية ويضمن استعادة مكانتها الإقليمية.

كما شدد الغويل على أن المرحلة المقبلة ستتطلب جهودًا جماعية واعية، تنطلق من الإرادة الوطنية وتتجاوز الحسابات الضيقة، بهدف بناء مؤسسات قوية وقادرة على مواجهة التحديات الراهنة، في ظل بحث القوى الكبرى عن شركاء محليين يتمتعون بالقدرة على تحقيق الاستقرار. واختتم تصريحاته أن ليبيا أمام لحظة مفصلية في تاريخها، تتطلب خطابًا عقلانيًا وقرارات مسؤولة، من أجل إعادة بناء دولة قادرة على حماية سيادتها وتلبية تطلعات أبنائها.

    اترك تعليق

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني