Categories

طرابلس تحت المجهر: التحشيدات من مصراتة تتسارع… وبوغدادة يرفع مستوى التأهب

تقرير خاص – البوصلة

تشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ عدة أيام تحركات عسكرية متسارعة قادمة من مدينة مصراتة، وسط حالة من التوتر المكتوم والترقّب الحذر داخل أروقة الأجهزة الأمنية في العاصمة، مع ورود تقارير متقاطعة عن نقل معدات وأفراد باتجاه مواقع متفرقة في شرق طرابلس.

مصادر “البوصلة” تشير إلى أن هذه التحركات لا تأتي في سياق تدريبات دورية أو مناورات تقليدية، بل ترتبط بترتيبات ميدانية مرتبطة بملفات حساسة داخل العاصمة، في مقدمتها السيطرة على مراكز احتجاز رئيسية، وتحديدًا سجن “اجديدة” ومواقع أمنية تقع ضمن نطاق مطار معيتيقة.

في منشور لافت على منصة X، حذّر الإعلامي خليل الحاسي من أن زعيم القوة المشتركة، عمر بوغدادة، بدأ في تجهيز مستشفى ميداني عسكري في منطقة القويعة الواقعة بين تاجوراء والقاربولي، متضمّنًا غرفة عمليات ثابتة وأخرى متنقلة، ومنظومات اتصالات عسكرية حديثة، إلى جانب تحريك سيارات إسعاف عسكرية في محيط مقره الرئيسي.

ووفقًا لمصادر ميدانية، فإن تجهيز المستشفى الميداني لا يُعد مجرد خطوة لوجستية، بل مؤشر على استعداد قتالي محتمل، خاصة وأن مصادر قريبة من قوة الردع الخاصة بقيادة عبد الرؤوف كارة، تتحدث عن رفض واضح لمحاولات الضغط من جانب بوغدادة للحصول على إدارة سجن “اجديدة” وموطئ قدم داخل جهاز المخابرات.

مصدر مطّلع على سير المفاوضات التي تجري خلف الكواليس بين الطرفين، أكد لـ”البوصلة” أن الأوضاع مرشحة للانفجار، وأن بوغدادة “لن ينتظر طويلاً” قبل التحرك إذا لم تثمر الضغوط عن صفقة واضحة.

التحشيدات من مصراتة تُقرأ في هذا السياق على أنها تأمين لظهر القوة المشتركة، أو حتى تمهيد لمشاركة عسكرية أكبر في حال تطور الوضع إلى صدام مباشر مع كارة أو وحدات أخرى في طرابلس.

التوقيت ليس بريئًا. يأتي وسط أجواء سياسية متوترة، وتضييق الخناق على حكومة الدبيبة، داخليًا ودوليًا، وهو ما يدفع البعض لتفسير هذه التحركات على أنها محاولة لصناعة توازن قوة جديد في طرابلس عبر الفرض الميداني، بعد فشل الوساطات الأخيرة في ملف المؤسسات الأمنية.

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، تلتزم الجهات الرسمية الصمت، بينما تُرصد مؤشرات تعبئة وتحريك وحدات مدرعة تابعة لفصائل مختلفة من مصراتة نحو تخوم طرابلس، بعضها يتوقف في مناطق زراعية شرق العاصمة، بانتظار التعليمات.

البوصلة تتابع الوضع ميدانيًا وتحتفظ بأسماء وتفاصيل تحركات لم تُعلن بعد لأسباب أمنية

    اترك تعليق

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني